العدالة الإجتماعية المفقودة


بقلم ياسر رافع

في فيلم " رد قلبي"  كان هناك شخصية نالت كره وغضب كل قطاعات الشعب المصري الا وهي شخصية البرنس " علاء" ذاك الشاب المتغطرس المتعالي بماله الذي سرقة من قوت الشعب فكان مقتله على يد الضابط إبن الشعب هو إنتصار لقيم العدالة الإجتماعية وكان تجسيدا لرواية حقيقية للشاب " عدلي لملوم " الذى إمتلك وعائلته آلاف الأفدنه وخرج بقوة السلاح وهاجم الدولة بسبب قرارات الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية فكان ان تم القبض عليه وحكم عليه بالإعدام وبعدها خفف الحكم وخرج نتيجة قرابته لملك ليبيا السابق.

ولكن يبقى سؤال بعد سبعون عاما من قيام ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وبعد موت البرنس علاء سينمائيا وسجن عدلي لملوم في الحقيقه هل تحققت العدالة الإجتماعية؟

بعد سبعون عاما أصبح يقينيا أن عملية إنتقال طبقي لمركز السلطة والمال تمت بين نظام إقطاعي قديم وآخر جديد وأن مخرجات الجديد تكاد تكون مشابهه للقديم ولكن في شكل صورة ملونه

فكم من آشباه البرنس " علاء" على شاشات العرض التلفزيوني والسينمائي يركبون السيارات الفارهه ويسكنون القصور وبودي جاردات للحراسه وعز لم ينعم به قبل سبعون عاما الاقطاعي القديم. وكذلك إمتلئت مصر بأمثال عدلي لملوم في الحقيقه يعيشون في منتجعات وقصور لا يستطيع أحد أن يقترب منها وارتكبوا كل الجرائم في حق المجتمع والنتيجة ان لا عقاب رادع لأن طبقتهم لا زالت تحكم.

معدل الفقر طبقا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وصل إلى ٣٢.٥ ٪ مع تداعي الطبقه المتوسطه تحت ضربات الأزمة الإقتصادية فى حين يشير تقرير لمؤشر “هينلي” الأمريكي للثروة في أفريقيا -  جاء: إن مصر تعد ثاني أغنى دولة في أفريقيا من حيث الثروة الخاصة، بثروة تقدر بـ307 مليار دولار. ويُقسّم التقرير عدد الأثرياء في مصر إلى أربع فئات:


الفئة الأولى: من يملك ثروة تزيد على مليون دولار وعددها يقترب من 17 ألف نسمة.

والفئة الثانية: من يملك أكثر من 10 ملايين دولار وهم “أصحاب الملايين” وعددهم 880 نسمة.

وبلغ عدد المصريين الذين يمتلكون أكثر من 100 مليون دولار 57 مصريًا.

وبلغ الذين يمتلكون أكثر من مليار دولار أو “المليارديرات” 7 أفراد. وبالتالي “مصر لديها أكبر عدد من المليارديرات في القارة السمراء“.

من هذا التقرير وغيره من التقارير المحلية والدولية يتضح ان فكرة العدالة الإجتماعية لا زالت غائبه وان تكريس فكرة العداء لطبقه غنية منذ سبعون كان تكريسا وتمهيدا لبداية طبقة جديدة أكثر شراسه.

لا فرق بين البرنس علاء وعدلي لملوم قديما وحديثا فالعدالة الإجتماعية لا زالت غائبة والأنكي والأمر أن من هاجم العهد الملكي الإقطاعي بضراوة من الغالبية الكاسحة من الكتاب والمثقفين وتغنوا بالعدالة الإجتماعية تجدهم اليوم وقد خرست ألسنتهم ( فيما ندر منهم)  لمجرد أنه سكنوا بيوتا جديدة او جاوروا فلان الباشا او إمتلكوا سيارات فارهة وتراهم يدافعون عن طبقة كانوا فيما سبق أعداء لمكوناتها الطبقية

#العدالة_الإجتماعية_المفقودة تعني عدالة توزيع الثروة في المجتمع والقضاء على الفقر وليست القضاء على طبقة غنية لصالح طبقة غنية جديدة. وان الإجراءات في سبيل تحقيقها يجب أن تتم في جو إجتماعي صحي لا إجراءات إستثنائيه عامة تورث الحقد الطبقي بين طبقات الشعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحب بكل الآراء ما عدا الآراء التي تحمل محتوى عنصري او يدعو إلى العنف او التفرقه السياسيه والاجتماعيه